انطلقنا من مراكش في التاسعة صباحا من يوم السبت 6 يوليوز 2024 وكانت وجهتنا شلالات أوزوض، تركنا الطقس الساخن وأجواء التاريخ والفرجة، لتأخذنا شيئا فشيئا أنسام جبلية منعشة، رغم أشعة الشمس التي تخترق زجاج السيارة منذ تحركنا، سلكنا الطريق الرئيسية المؤدية إلى فاس، وبعد أن تجاوزنا بلدة تملالت بـأربعة كيلومترات، سرنا في اتجاه مدينة أزيلال، وتعني أزِيلال بالأمازيغية قمة المرتفع، وهي مدينة مغربية تقع وسط المملكة المغربية بين ملتقى جبال الأطلس المتوسط والأطلس الكبير، وهي ثاني مدن الجهة الإدارية جهة بني ملال خنيفرة التي تقع جنوب شرق العاصمة المغربية الرباط، وهي أيضا عاصمة إقليم أزيلال، وقبل أن نصل إليها بنحو 22 كيلومترا وجدنا العلامة الخاصة بموقع أوزوض على اليسار، ولم تتبق سوى بضعة كيلومترات للوصول، سرنا في منعرجات جبلية، وسط طبيعة بكر، تتشكل من الغابات وخضرة الحقول.
أوزوض ⵓⵣⵓⴹ بالضاد وليس بالدال، كلمة أمازيغية تعني عملية الطحن، وسميت بهذا الاسم لوجود مطاحن حبوب تقليدية تعمل بالطاقة المائية. وتقع شلالات أوزوض بقرية "تاناجمليت" الموجودة بجبال الأطلس الكبير، بإقليم أزيلال، ويبلغ ارتفاعها 110 مترا، ما يجعل شكل انهمار مياهها من الأعلى آية في الجمال الطبيعي الأخاذ. يتم النزول إلى أسفل الشلالات من أعلى الجبل عبر أدراج حجرية متعرجة، تحاذيها مطاعم ومقاه للاستراحة والاستمتاع بالمناظر الخلابة للشلالات والبساتين المحاذية، برؤية من أعلى وجانبية، وعند الوصول إلى أسفل الموقع، نجد جموع السياح تأخذ صورا على خلفية الشلال، ونشاهد آخرين يركبون قوارب وسط البحيرة ليقتربوا من مكان سقوط المياه، وعند القيام بهذه الجولة تتراءى لنا بساتين وسط أشجار الزيتون والتين والرمان واللوز، والتفاح، والبلوط وغيرها، بمحاذاة الروافد التي تصب في وادي العبيد الرافد الأساسي لنهر أم الربيع.
شلالات أزوزض من أجمل المواقع الطبيعية بالمغرب، لا زالت تحتاج إلى العناية والتنمية والتدخل الإيجابي الذي يحافظ على ثرائها البيئي، ولا يفسد رواءها وجمالها، ويحمي تنوعها الطبيعي، بإنشاء محميات ودعم التشجير والمجال الغابوي، وتأهيل كل الطرق المؤدية إلى قرية تاناجميلت، حيث توجد شلالات أوزوض، تحتاج إلى استثمارات اقتصادية وإيكولوجية من شأنها فك العزلة على المنطقة، وتحقيق ازدهارها.
